الخميس، 22 مايو 2008

كذبة أبريل العام الماضي


......................
"مر عام مذ اعترف لي بحبه..ليته ما فعل..كنت أنا الكذبة كما كنت المكذوب عليها"... قالت ذلك محدثة نفسها ثم تنهدت بقوة وهي تنظر في مفكرة هاتفها المحمول والذي صدرت منه توا إشارة تنبيه لتذكرها بهذا اليوم, حيث اعتادت "نهى" تسجيل كل أيامها المميزة في مفكرة هاتفها لتتذكرها حسب تواريخها, نظرت في الهاتف تقرأ ما دونته ذلك اليوم وشردت بذهنها تتذكر اليوم واللحظات –التي ظنتها أجمل اللحظات-.
عاشت "نهى"سنوات عمرها التي تخطت العشرون
لا تثق بالشباب فلم تصادق شابا ولم ترض استهلاك مشاعرها في تجارب لن تفيد بل ويصعب لها النجاح, فضلت الاحتفاظ ببراءة مشاعرها حتى تجد من يستحقها..رفضت الارتباط ولو بشكل رسمي و معلن بمن أحبها ولم تشعر نحوه بأي عاطفة..وجدت في ذلك صعوبة وعدم رضا فهي أرادت أن تَختار كما تُختار..أن تَحِب كما تُحَب..فلم تسمح لأحد أن يتطرق لقلبها ومشاعرها, كما لم تسمح لمشاعرها ان أن تنجرف في تيارات الاعجاب والحب بأشكالهما حتى أرقام هواتفها كان من الصعب أن تجدها مع أحد الزملاء..والحب حسبما كانت ترىسيأتي ان عاجلا أو آجلا فلِمَ تستعجله...
الوحيد الذي تطرق لحياتها وعقلها تدريجيا كان "سعيد" أول من أطلقت عليه "صديق" من الشبان ..وقتها كان يحب زميلة لهما تركته لتتزوج الأوسم والأغنى..رأت نهى وعاصرت كيف أحب سعيد مَن لَم تُقَدِر, توطدت علاقة نهى بسعيد تدريجيا..كان الوحيد الذي لا ترفض له طلبا عملا سويا وخرجا سويا..رأت كيف تمنى سعيد لحبيبته حياة طيبة وكيف انسحب من حياتها ببساطة متمنيا لها الرضا والسعادة مع من اختارت..تمنت شخصا يحبها مثل "سعيد"..فهي ان وجدت من يحبها بنفس القدر لن تتركه مهما كانت ظروفه, فالحب الحقيقي يندر وجوده في هذا الزمان وهذا ما كانت تبحث هي عنه "الحب الحقيقي النادر" الحب الذي يخلو من أي رغبة..كانت نهى على يقين من أنها لن تجد من يحبها إلا لشخصها فهي متوسطة في كل شيء في الجمال والذكاء والمال..ربما لديها من الاخلاق والبراءة قدر يزيد عن مثيلاتها وغالبا ما توصف براءتها بانها مصطنعة وأخلاقها بأنها تناقضا وأحيانا رجعية وتزمت لا يتماشون معها فلا تُعتبر أي من الصفتين ميزة الآن.
أصبح سعيد ونهى لا يفترقان فهم يتقابلان في كل أوقات الفراغ التي تجمعهما ليتبادلا الأحاديث حول كل شيء..عرفت عنه الكثيروعرف عنها الكثير والكثير..ورغم أن نهى لم تكن تثق بجنس الرجال إلا أنها كانت ترى سعيد مختلفا..كان سعيد خفيف الظل..كبير العقل ..واسع الأفق..جميل الروح..حلو الكلام..وجدت فيه من صفات ماتمنت أن تجدها فيمن تحبه..نعم أصبحت نهى تفكر في الحب والارتباط , وضعت مقاييس لفارس أحلامها..كلما قاستها على شخص ممن حولها كانت تجدها كلها أو غالبيتها تنطبق على سعيد فكانت تنفض الفكرة عن ذهنها فورا لتفكر في شيء آخر..حتى لا تسمح لنفسها بالتفكير في شخص يحب غيرها ولا يعتبرها سوى صديقة وأخت..قررت الارتباط بأول من يصادفها..وكان أول من طلب الارتباط بها "حاتم" المصري القادم من إحدى دول الخليج للدراسة..أخبرته انها لاتمانع الارتباط به لكنها تريد أن تُحِب لا أن تُحَب فقط..أسبوعان ولم تتحمل نهى الضغط على مشاعرها فأخبرت حاتم أن الحب والزواج نصيبا ولو كُتِب لهما أن يجتمعا لن يفرقهم شيء
أما سعيد فكان كل يوم يزداد تعلقا بها-أو هكذا أحست- فزاد اهتمامه بها وأصبح يضيق حينما تتحدث معه عن أحد الزملاء وأحيانا يغازلها على غير عادته..وجدت نفسها -دون أن تشعر- تتحدث عن سعيد وخفة دمه وروحه العالية وأخلاقه أكثر مما تتحدث عن أي شيء آخر..هي لم تلحظ ذلك بل اعتبرته شيئا عاديا..فهم أصدقاء, لكن جميع من حولها أخبروها انه ليس بالشيء العادي فما من شخص يتحدث عن آخر طوال الوقت وبهذا الشكل..خاصة لو كان الشخص والآخر فتاة وشاب…
لأول مرة شعرت نهى بالخوف..الخوف من أن تكون أحبت..فيما مضى رفضت من أحبها ولم تحبه والآن أتحب من لا يحبها؟!!هل هذا ما تريد؟!!
أسابيع طويلة مرت عليها وهي تتألم وتبكي وحدها ليلا..تبكي خوفا على نفسها ..تبكي من الحيرة..تبكي خوفا من الحب..وجاء قرارها ورغم قسوته عليها إلا أنها رأت أنه الأفضل لتلحق بنفسها قبل الوقوع في براثن الحب الخاطيء..قررت نهى الابتعاد عن سعيد بشكل نهائي..افتعلت معه مشكلة وجرحته بكلامها..طلبت منه الابتعاد عنها فهما ان عاجلا أو آجلا سوف يفترقان فعلاقتهما خاطئة من البداية..طلب سعيد منها أن تُفهِمه لِمَ تفعل ذلك فلم تجب..ولم تجب حتى على إتصالاته المتكررة ..وعندما يأست من أن ييأس أجابته..أخبرها أنه لن يستطيع الابتعاد عنها ولما لم تفهم ما يقصده فاجأها بما لم يخطر على بالها..فاجأها بما تمنته دون أن تفصح بذلك حتى لنفسها..فاجأها بإعترافه..نعم إعترف أنه يحبها...وساد صمت طويل بينهما عبر الهاتف..أجابته بالصمت فهي لاتملك ما تقوله ولا تعرف ما الذي يحدث لها..هل ما زالت في عالم الواقع؟!!أم أنها في عالم آخر لم تتصوره يوما؟!!هل ما تشعر به من خفقان في قلبها وبرودة في أطرافها ودوار في رأسها دليلا على حبها؟!! وهل يحبها سعيد حقا؟ متى وكيف ولماذا لم تتصور ذلك؟ أحست أن تفكيرها شُل..لكن ما لم تستطع إنكاره هو شعورها بسعادة غامرة تجتاحها..سعادة لا توصف...
لم تجب نهى سعيد بعد الصمت الطويل سوى بما يوحي بأنها سعيدة ولا تعرف حتى الآن كيف قضت هذه الليلة ودونت في مفكرة هاتفها كلمات بسيطة تعبر عما تشعر به تجاه هذا اليوم..الثاني من شهرأبريل...
انتظرت اللقاء الأول لها مع سعيد بنفاد صبر ولأنهما يلتقيان في أوقات فراغ سعيد..تأخر اللقاء أياما كانت نهى خلالها اعترفت لسعيد بحبها عبر الهاتف وجاء اليوم المنتظر لأول لقاء يجمعهما كحبيبين وليسا كصديقين..في بداية اللقاء طلب منها سعيد ألا تتركه كما فعلت غيرها ووعدته ألا تفعل فهي تحبه...حدثها عن خططه القادمة لحياته بعد ظهورها فيها بشكل جديد..
مرت الأيام ونهى تزداد تعلقا بسعيد وحبا له وتغيرا لأجله..تفعل هذا لأن سعيد يحبه وترتدي هذا لأنه يراه يناسبها أكثر..تأكل هذا لأن سعيد يفضله..ولا تفعل ذلك لأن سعيد نهاها عن فعله ..حاولت بقدر إمكانها أن تسعده..وعندما كانت تختلي بنفسها وتفكر كيف أحبها سعيد ونسي "رحاب" بهذه السرعة..كانت تجد امامها مقولة " لا يوجد شيء إسمه حب أول..هناك امراة تمسح أخرى وتسقطها من على عرشها في قلب الرجل, كما ان هناك رجلا يمسح آخر ويسقطه من قلب المرأة" فكانت هذه المقولة ترضيها..لم تلحظ نهى التغير الذي طرأ على سعيد بعد إعترافه لها بحبه فأصبح قليل الكلام معها... حتى لقاءاتهما أصبحت أقل وأقصر من ذي قبل ..كثرت الخلافات بينهما وكانت دائما ترضخ لآرائه فهي تحبه ولا تحب أن تكون سببا في غضبه...
تنبهت لتجد نفسها ممسكة بهاتفها وترقرقت في عينيها بعض العبرات فمسحتها, وعاد ذهنها يتذكر كيف أحبت سعيد وكيف ضحت بالكثير لأجله..كيف إختلفا كثيرا وكيف تحملته وصبرت عليه..وكيف تغيرت وغيرت أفكارها وحياتها حتى توافقه..
تذكرت كم من المرات انفصل عنها سعيد بدون سبب يذكر وكيف كان يعاود الاتصال بها وفي كل مرة وعود جديدة وكلام أحلى وحب أقوى فتعلقا أشد من جانبها..حتى أحست أنها أصبحت بلا رأي..بلا كرامة..كيف يتركها ويعود إليها -حسبما يحلو له- وتوافق على ذلك؟!! وقبل أن تقرر الابتعاد عنه نهائيا حتى يعرف قيمتها..كان قراره بالقطيعة والإنفصال...
وقبل حلول شهر أبريل بمدة كافية كانت قصتهما أصبحت ذكرى مؤلمة لها أشد الإيلام .. لم تفهم نهى ما حدث خلال عام مر بها إلا اليوم عندما رأت التاريخ الذي دونت به أول إعتراف له بحبها..الثاني من أبريل..أبريل شهر الكذب والأكاذيب العالمي..كانت هي الكذبة وتساءلت تُرى من ستكون كذبة أبريل العام الحالي؟؟؟
تنبهت من تخيلاتها على مقطع بصوت عبد الحليم... "حبيت الحب عشانك..وكرهت الحب عشانك.."

الجمعة، 9 مايو 2008

من غير إحم ولا دستور



أيوة أنا جاية من غير إحم ولا دستور...
فات كتير قوي من آخر مرة كتبت فيها..غبت كتير قوي يارب بس مكونش رجعت متاخر
أعتقد غبت عن نفسي وغابت عني سنة..السنة دي علمتني كتير قوي..صادفت فيها كتير قوي
كل مرة كنت بحب أرجع كنت بكتب واقول أنا هرجع وهعمل و..و..و.. ومفيش اي حاجة بتحصل
المرة دي قررت أرجع من غير ما أقول إني هرجع غير لنفسي ما إحنا إتقابلنا تاني وإدتني فرصة عشان
أرجعلها يارب يوفقني وأقدر أرجعلها احسن من زمان
مر وقت طويييل قوي شهور يمكن تكون دخلت على سنة كمان
السنة دي حسيت فيها إني إتغيرت كتير عن زمان..معرفش للأحسن ولا للأسوأ بس لا خلاف على إني إتغيرت
رنا اللي دلوقت مش هيRana خالص بتاعة زمان..يمكن القريبين مني قليلين قوي وهما بس اللي لاحظوا ده
بس أنا محتارة ومش عارفة بجد إذاكنت اتغيرت للأسوا ولا للأحسن يارب يكون للأحسن..بس عشان مظلمش نفسي
برضو لازم أقول ان في عيوب كتير كانت فيا أعتقد اني غيرتها أو عدلتها شوية لأني لقيت إجماع عليها وعقبال الباقي
عندي أخبار كتيييييييييييير قوي عني وعن السنة الأخيرة وعن أحلامي وعن حاجات كتييييييييييييير قااااااااااااااد كدة :)
مستنية الامتحانات تبدا وتخلص وان شاء الله المدونة دي مش هتتقفل تاني..هتتفتح على طول وهكتب فيها على طول
محدش ينسى يدعيلي بالتوفيق
ويارب يهدينا جمعيا لطريق الخير
بحاول ألاقي نفسي,وان شاء الله هلاقيها


الخميس، 8 مايو 2008

في صمت...

استيقظت من نومها متجهة بنظرها للساعة..انها الثامنة صباحا وموعدها في الثانية عشر..لا شك ان لديها مايكفي من الوقت للاستعداد...
لابد ان يراها اليوم في أبهى صورها..تدير جهاز الموسيقى... ليأتي صوت فيروز الساحر
"بكتب اسمك يا حبيبي عالحور العتيق..بتكتب إسمي يا حبيبي ع رمل الطريق..بكرة بتشتي الدنيا عالقصص المجرحة بيبقى إسمك يا حبيبي وإسمي بينمحى"
تأخذ حماما سريعا ثم تعود لحجرتها..تفتح خزانة ملابسها لتنتقي شيئا مميزا ترتديه..ساعة مضت وهي لم تستقر على شيء واخيرا اهتدت إلى ثوب انيق يناسبها كما يناسب وقت الظهيرة..
تقف امام المرآة لتضع بعض لمسات مساحيق التجميل لتبدو في صورة جيدة ..تلقي على هيأتها نظرة أخيرة قبل الخروج, على وجهها ترتسم بعض ملامح الرضا فتغادر حيث اللقاء الذي تنتظره كل أسبوع بلهفة باردة وتتأهب له في صمت قاتل..تدق الثانية عشرة وهي تدخل بوابة المطعم حيث اللقاء, يرحب بها العاملون بالمكان..تجلس في مكانها المعتاد ودون أن تطلب يحضرون لها الآيس كريم الذي تفضله وفنجان القهوة...
تفتح حقيبتها لتخرج منها علبة ذهبية أنيقة وتخرج منها بروازا داخله صورة لشاب وسيم..تضعه مقابلها خلف الفنجان ولا تأبه بمن حولها, لا برواد المكان ولا بالعاملين به ومراقبتهم لها في إشفاق صامتين..
تمعن النظر في الصورة فتحمر وجنتاها..طالما تمنت ان تنجب فتاة لها جمال عينيه ورقة فمه وترتيب ولمعان أسنانه..فتاة لها نفس صفاء بشرته ونقاءها..طالما حلمت ببيت جميل يجمعهما..بيت يظلله الحب والتفاهم...
تفيق من تأملاتها لتنظر في ساعتها..إنها الثانية إلا ربع..تضع البرواز في علبته الذهبية وتضعها في حقيبتها, ثم تدفع الحساب وتغادر..في صمت...